فيروس نقص المناعة البشرية ( الإيدز) وحقوق الانسان

 

المفاهيم الجديدة والمعطيات والنقائص والصعوبات التي يواجهها المتعايش مع
فيروس نقص المناعة  في تونسا

لايزال فيروس نقص المناعة البشرية والمعروف في الأوساط الاجتماعية

الشعبية ب”السيدا” يمثل مشكلة صحية عامة عالمية رئيسية، حيث أودى بحياة
40.4 مليون شخص  حتى الآن مع استمرار انتقال العدوى في جميع بلدان
العالم؛ وإبلاغ بعض البلدان عن اتجاهات متزايدة في الإصابات الجديدة في
حين أنها شهدت في السابق حالة انخفاض. ولأهمية الموضوع نظمت جمعية محامون
بلا حدود ومنظمة صحفيون من أجل حقوق الإنسان دورة تدريبية حول فيروس نقص
المناعة البشرية ( الإيدز) لفائدة عدد من الصحفيين والصحفيات من مختلف
وسائل الاعلام الوطنية المكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونية.

وكان هذا التدريب الذي امتد على ثلاثة ايام, 11 و 12 و 13 أكتوبر الجاري
بأحد نزل مدينة الحمامات فرصة للصحفيين المشاركين فيه للإطلاع على
المفاهيم الجديدة ومختلف التشريعات والحقوق التي من المفروض ان يتمتع بها
المتعايش مع فيروس نقص المناعة البشرية  الوقوف على مختلف المصاعب
والعراقيل التي يعاني منها المتعايش مع الفيروس. كما شكل هذا التدريب
مناسبة لتبادل وبناء قدرات الصحفيين والإعلاميين في كل ما يتعلق بفيروس
نقص المناعة البشرية وحقوق الإنسان والوقاية ومكافحة الوصمة والتمييز ضد
الفئات المفاتيح والأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (VIH).ا

الاطلاع على المفاهيم والتمكن منها

ركز المكونون الذين اشرفوا على هذا التدريب في  البداية على تمكين
الصحفيين والإعلاميين من الاطلاع على  المفاهيم الجديدة والمصطلحات التي
لها علاقة بفيروس (VIH) والفهم العميق لهذا الفيروس بما في ذلك طرق
انتقاله وآخر الابتكارات في مجالات الوقاية والعلاج والرعاية. بالإضافة
إلى العمل على زيادة وعي المشاركين والمشاركات في التدريب بحقوق الانسان
المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية مع التركيز على كيفية حماية الفئات
المفاتيح والاشخاص المصابين بفيروس (VIH). ودعم هذا التدريب المشاركين
بالادوات اللازمة للقيام بتغطية اعلامية مسؤولة وأخلاقية حول فيروس نقص
المناعة البشرية, دون تحيز واعتماد الصور النمطية. وحاول المكونون العمل
على دور الصحفي في مكافحة الوصمة والتمييز من خلال تسليط الضوء على قصص
ايجابة وشاملة. وكذلك العمل على تعزيز التعاون بين وسائل الاعلام والجهات
الفاعلة في مجالي الصحة العامة وحقوق الانسان لزيادة الوعي المجتمعي.

ماهو فيروس نقص المناعة البشرية؟

لمحة عامة: فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) هو عدوى تهاجم جهاز المناعة
في الجسم. ومتلازمة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) هي المرحلة
الأكثر تقدماً من المرض. ويستهدف هذا الفيروس خلايا الدم البيضاء في
الجسم، مما يضعف الجهاز المناعي. وييسر ذلك الإصابة بأمراض مثل السل
والالتهابات وبعض أنواع السرطان.

وتنتقل العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية من سوائل جسم الشخص المصاب،
بما في ذلك الدم وحليب الأم والسائل المنوي والسوائل المهبلية. ولا تنتقل
عن طريق القبلات أو العناق أو تقاسم الطعام. ويمكن أن تنتقل أيضاً من
الأم إلى جنينها.

ويمكن علاج فيروس نقص المناعة البشرية والوقاية منه بالعلاج بمضادات

الفيروسات القهقرية. ويمكن أن يتطور فيروس (VIH) الذي لم يعالج المصابون
به من عدواه إلى إيدز، ويحدث ذلك بعد سنوات عديدة في أغلب الأحيان.

وتُعرّف منظمة الصحة العالمية الآن العدوى بفيروس الإيدز في مراحله
المتقدمة بأنها الحالة التي يقل فيها تعداد خلايا عنقود التمايز عن 200
خلية/مم3 أو المرحلة 3 أو 4 التي حددتها المنظمة لدى البالغين
والمراهقين. ويعتبر جميع الأطفال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية
والذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات مصابين بفيروس الإيدز في مراحله المتقدمة.

العلامات والأعراض

تختلف أعراض فيروس نقص المناعة البشرية باختلاف مرحلة العدوى.وينتشر
الفيروس بسهولة أكبر في الأشهر القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بالعدوى،
لكن الكثيرين من المتعايشين مع الفيروس لا يدركون إصابتهم بهذه العدوى
حتى مراحل متأخرة. وقد لا تظهر في الأسابيع القليلة الأولى اللاحقة
للإصابة بالعدوى أية أعراض. وقد تظهر عليه أعراض مشابهة للأنفلونزا،
ومنها ما يلي:الحمى والصداع والطفح الجلديد والتهاب الحلق.

وتضعف العدوى الجهاز المناعي تدريجياً. ويمكن أن يتسبب ذلك في ظهور
علامات وأعراض أخرى من قبيل ما يلي: تورم الغدد الليمفاوية وفقدان الوزن
والحمى والإسهال والسعال. وقد يصاب الأشخاص المتعايشون مع  فيروس نقص
المناعة البشرية، إن لم يعالجوا، بأمراض وخيمة من قبيل ما يلي: السل
والتهاب السحايا بالمستخفيات و الالتهابات البكتيرية الوخيمة وبعض أنواع
السرطان مثل الأورام اللمفاوية وساركومة كابوسي. ويتسبب فيروس نقص
المناعة البشرية في تفاقم حالات العدوى الأخرى، مثل التهاب الكبد C
والتهاب الكبد B وجدري القردة.

انتقال فيروس نقص المناعة البشرية

يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق سوائل جسم الشخص المصاب بعدواه، مثل الدم
وحليب الأم والمني والإفرازات المهبلية. ويمكن أيضاً أن ينتقل أثناء
الحمل والولادة للطفل. ولا تنتقل العدوى بالمخالطة اليومية الاعتيادية،
مثل التقبيل أو العناق أو المصافحة أو تقاسم الأدوات الشخصية أو الطعام
أو الماء.

وجدير بالذكر أن المصابين بعدوى الفيروس المواظبين على أخذ العلاج

بمضادات الفيروسات القهقرية لديهم حمل فيروس غير قابل للكشف لا ينقلون
عدواه إلى شركائهم الجنسيين. ولذلك فإن الإتاحة المبكرة للعلاج بهذه
الأدوية وتقديم الدعم اللازم لمواصلة أخذها يكتسيان أهمية حاسمة لا
لتحسين صحة المصابين بالفيروس فحسب، بل لمنع نقله إلى الآخرين أيضاً.

عوامل الخطر

تشمل السلوكيات والحالات التي تزيد من احتمال الإصابة بالفيروس ما يلي:

ممارسة الجنس الشرجي أو المهبلي دون حماية والإصابة بعدوى أخرى منقولة
جنسياً، مثل الزهري والهربس والمتدثرة والنيسرية البنية والتهاب المهبل
الجرثومي والانخراط في تعاطي الكحول على نحو ضار وتعاطي المخدرات في سياق
ممارسة السلوك الجنس وتقاسم الإبر والمحاقن وسائر أدوات الحقن ومحاليل
تحضير المخدّرات الملوّثة عند حقن المخدّرات والخضوع لعمليات حقن أو نقل
دم أو زرع أنسجة غير آمنة أو لإجراءات طبية تنطوي على شقّ الجلد أو ثقبه
دون تعقيم كالوشم والبرسينغ. ويمكن أن يتسبب التعرض لوخزات الإبر عرضاً،
بما يشمل التعرض لها فيما بين العاملين الصحيين للعدوى بفيروس(VIH) .

الوضع الوبائي في تونس

يوجد في تونس حليا 7100 حالة متعايش مع نقص المناعة البشرية إلى غاية سنة
2022. مع تسجيل حوالي 800 حالة جديدة كل سنة  ويعاني عدد كبير من
المتعايشين من جملة من المشاكل منها نقص التحاليل. فمنذ 2019 شهدت تحاليل
الكشف عن الاصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (VIH) نقصا فادحا
وصلت إلى اختفائها التام مما يجعل عدد الملتقطين للفيروس المناعي في
تصاعد مستمر وهو عكس ما هو موجود في الدول المتقدمة التي تشهد سنة بعد
سنة انخفاض كبير في عدد المتعايشين مع الفيروس (VIH). بالاضافة إلى عدم
توفر حقنة AZT التي تحقنها الأم المتعايشة مع فيروس نقص المناعة البشرية
حتى لا تنتقل العدوى للجنين.

اختبار فيروس نقص المناعة البشرية بين التونسيين وغير التونسيين

المجموع التونسي (TDR):

18849

17869

870

التونسيون غير المقيمين الدائمين 24

الأجانب 1
ناجية المالكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى