رمز الوطن القبلي تكتسي حلّة جديدة…

تعد  جرة نابل الضخمة المتمركزة بشارع الحبيب بورقيبة وسط مدينة نابل رمز الوطن القبلي وهوية بصرية للولاية ولها مكانة خاصة لدى سكان المدينة  وزوارها .

والجرة هي مجسم من الفخار عبارة عن مزهرية ضخمة زرعت بها شجرة أوكاريا عملاقة. و يحاكي المجسم عديد المجسمات التي دأبت مختلف ولايات الجمهورية على تركيزها في مداخل المدن للتعريف بهوية وتاريخ المدينة سواء كان تراثا ماديا أو لا ماديا.

وينتظر سكان مدينة نابل هذه الأيام انتهاء أشغال الزخرفة الجديدة للجرة العملاقة التي يشرف على تنفيذ هذه الحلة الجديدة للجرة الفنان نصر الدين خليل أحد أبرز رموز ولاية نابل.

وفي تصريحه لموزاييك قال ” أنا والجرة توأم نتقاسم نفس شهر وسنة الميلاد ومعا بلغنا الستين من العمر”. ويواصل خليل قوله :” تبنت جمعية محلية وأحد رجال الاعمال أصيل نابل تكلفة تجديد الجرة ونالني شرف تنفيذ زخارف الحلة الجديدة لهذا المعلم”.

وأوضح أن عملية تجديد زخارف الجرة يتم مرّة كل عشر سنوات حسب صمود ألوان الزخارف في وجه المتغيرات المناخية “وتتم العملية بإزالة الزخارف القديمة عبر طلاء الجرة بعدة طبقات من اللون الأبيض ثم يتم تنفيذ الزخارف الجديدة على أرضية بيضاء وقد تستغرق العملية أسابيع تتجاوز الشهر ما يجعل عملية الإكساء عملا فنيا مشوقا تنسج تفاصيله بريشة الفنان أمام ناظري سكان وزوار مدينة نابل”.

وتابع “الزخارف لا يتم اختيارها اعتباطا فهي تروي التاريخ العريق لمدينة نابل رمز صناعة الفخار في الجهة وفي حوض البخر الأبيض المتوسط.. زخارف مستوحاة من نقوش الحضارة الإسلامية وألوان ترمز لعراقة فن النقش على الخزف بألوان أصيلة هي الأصفر والأخضر ويضاف لها اللون الأزرق تذكيرا بطول الشريط الساحل الذي يلف ولاية نابل”.

ويذكر أن جرة نابل هي مجسم عملاق يحتضن شجرة أوكاريا_إكسلزا المعروفة باخضرار أغصانها مهما تعاقبت الفصول.

وأورد الموقع الرسمي لبلدية نابل مقالا بقلم الأستاذ الجامعي أنور مرزوق، نشر في جويلية 2022 يروي تفاصيل ولادة جرة نابل ومنه الاقتباس التالي ” خلال شهر جويلية من سنة 1962 اقترح المهندس الطيب العويتي، عضو اللجنة البلدية المكلفة بالأشغال العامة على المجلس البلدي بنابل فكرة انجاز شارع كبير (شارع الحبيب بورقيبة الحالي) يشق المدينة ليؤدي مباشرة إلى البحر”.

وكانت هناك شجرة (أوكاريا إكسلزا) ذات الخضرة الداكنة، نمت في محيط محطة الرتل، وتوجد في محور الطريق المزمع القيام به. تم الإعداد لاقتلاعها، لكن الحس الفني للمهندس الطيب العويتي جعله لا فقط يحافظ على الشجرة بل يزيدها قيمة عندما أهدى لها ثوبا أصيلا من فخار نابل وهكذا ولدت جرة نابل.

وأعد الطيب العويتي تصاميم الجرة، وقام ببنائها الطيب مشماش، بعد ذلك تكفل عبد القادر عبد الرزاق مصحوبا بابن عمه محمد، وهما رمزان من رموز صناعة الفخار بنابل بوضع نماذج الزينة والزخرفة مستلهمين من التراث الزخرفي التقليدي النابلي. ثم عهدت مهمة نقل الرسم الشفاف مباشرة على الجرة إلى محمد العويتي وحسن السكنداجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى