لطفي الصفاقسي، الدّر الذي يعود لرئاسة مهرجان بنزرت الدولي، في حوار شامل

  أدار الحوار الأمين الشابي

  إلى حدود سنة 2008 ظلّ السيد لطفي الصفاقسي متربعا على عرش مهرجان بنزرت الدولي، وأمضى أكثر من دورة على رأس هذا المهرجان العريق. وعرف مهرجان بنزرت الدولي في عهده الكثير من النجاحات والانفتاح على الخارج والأهم التواضع وحسن التسيير والتدبير. بالرغم وأنّ تلك الحقبة كانت الجهات الرسمية هي من تعيّن من سيكون على رأس المهرجان. واليوم يعود لطفي الصفاقسي من بوابة الانتخابات. وعليه ارتأينا أن نحاوره، حتّى نعرف ظروف عودته بعد غياب أكثر من عقد من الزمن. وماذا يحمل في جعبته للدورة 41 من المهرجان؟ وكيف وجد وضعية المهرجان من حيث التجهيزات والبنية التحتية وأيضا عن الجانب المالي لجمعية المهرجان.

 بداية نشير وأنّه ما إن وطئت قدماي بوابة فضاء المهرجان حتّى وجدته عبارة عن حظيرة أشغال بأتّم الكلمة. بعبارة أخرى كلّ شيء في فضاء المهرجان يمثّل عنصرا من عناصر هذه الحضرة. من المدارج والركح ومبنى الإدارة والفضاء الخارجي. تقريبا كلّ ناحية طالها الإصلاح. وما يعنيه ذلك من تكاليف ثقيلة على مالية المهرجان. ومن حسن الحظ وأنّ الهيئة السابقة تركت بالخزينة فائض مالي بحوالي 42 ألف دينار. وللوقوف على كل هذه المستجدات، كان للصريح الحوار التالي مع السيد لطفي الصفاقسي، مدير مهرجان بنزرت الدولي.

محور أول : جولة في أرجاء حظيرة المهرجان

*سي لطفي، لو بدأنا حوارنا، من أين سنبدأ، وقد عاينت وأن فضاء المهرجان أصبح عبارة عن حظيرة أشغال؟

**أفضل البداية، بجولة في فضاء المهرجان لأطلعكم على الحظيرة الكبيرة التي يشهدها هذا الفضاء وما يعانيه هذا الفضاء من هنات خطيرة عموما.

* تفضل، ليكن ذلك (غادرنا المكتب للاطلاع على كل ما يشمل الحظيرة من الأشغال)

** أنظروا كيف هي أبواب إدارة المهرجان وما فيها من أثاث ينخرها ” السوس” وعليه نحن بصدد اصلاح هذا الوضع باعتبار وأنّ الصيانة مفقودة منذ أكثر من عقد من الومن. ثانيا تمّ إعادة النّظر في الركح وتحديدا ذلك الهيكل المعدني الذي يتصدّر الركح، فبعد المعاينة، وجدناه يمثل خطرا وشيكا وجادّا، خاصة على من يعتليه من فنانين أو مسرحيين أو غيرهم، فضلا عن إعادة النظر أيضا للشبكة الكهربائية واستصلاح المدارج. وكما تلاحظون أيضا أنّ جلّ الأبواب سيتم تعويضها إضافة إلى تهيئة الفضاء الخارجي أو الداخلي للمهرجان.

*هل من فكرة عن تكاليف عملية الصيانة هذه؟

* من فضل الله، أننا وجدنا بخزينة المهرجان فائض مالي بحوالي 42 ألف دينار انطلقنا به، مع مؤازرة الجهات المعنية من بلدية المكان والمجلس الجهوي والحماية المدنية خاصة لتشخيص الوضع بفضاء المهرجان. و عليه انطلقنا منذ مدّة في صيانة كل خلل في فضاء المهرجان و طالت الصيانة الأبواب و الأثاث و الركح و المدارج و شبكة الكهرباء و البقية تأتي…و كما لاحظتم ففضاء المهرجان أصبح عبارة عن حظيرة أشغال كبرى..و نحن نسابق الزمن لإتمام المطلوب قبل حلول انطلاق الدورة الجديدة..

المحور الثاني : تنظيم الدخول الكترونيا وصيانة الموجود وبرمجة عادية

*لو نعود للمكتب، سي لطفي، لمواصلة بقية محاور الحوار؟

**تفضل،

*كيف يمكن تقديم لطفي الصفاقسي بعد عودته على رأس المهرجان بعد غياب تجاوز العقد من الزمن؟. هل نقول عاد الدّر إلى معدنه؟ أم وراء رجوعك نجاحاتك السابقة، خاصة مع الانزلاقات الخطيرة التي عرفتها هيئات المهرجان السابقة ” بعد الثورة ” والتي وصلت إلى حدّ أروقة المحاكم؟ أم هناك سبب آخر لا نعلمه؟

**أولا لم أعد لنفس المسؤولية، باعتبار وأنّه سابقا كان رئيس المهرجان يتم تعيينه من قبل الجهات المعنية (رئيس البلدية) بعد موافقة وزير الثقافة. وعودتي الآن كانت من بوابة الانتخابات باعتبار وأن المهرجان أصبح جمعية قانونية. ويمكن القول أيضا وأنّ عودتي هي من باب غيرتي على المهرجان، باعتبار تجربتي في التسيير، سواء في المجال السياسي أو الرياضي أو الثقافي، وبحكم مراكمتي لمثل هذه التجارب قلت لم لا أعود للمهرجان لتستفيد الجهة من كلّ هذه التجربة الطويلة في التسيير.

*منذ انتخابكم أنجزتم عملية بيضاء ونظمتم نقطة إعلامية ثمّ جلسة تقييمية هل من معلومات هاته النقاط ؟

**بداية، العملية البيضاء، ترتيبا هي الأخيرة، وهي من اقتراح الحماية المدنية للوقوف على وضعية البنية التحتية لفضاء المهرجان وعليه تمّ، بالتنسيق مع والي الجهة، تنظيم زيارة على عين المكان وبالتالي قررنا كلجنة جهوية بالتدخل في كل جانب فيه اخلال وقد وقفنا على العديد منها. ونحن بصدد تلافيها وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية، هذا أولا. وثانيا وقصد تدعيم مالية المهرجان، خاصة مع البدء في رفع هذه الإخلالات، طلبنا تمويلا عموميا، ولكن اصطدمنا بشرط تنظيم جلسة تقييمية لوضعية المهرجان كشرط للحصول على هذا التمويل، وكان ذلك يوم 19 جوان، عليه نظمنا الجلسة التقييمية المطلوبة وبعدها مباشرة قدمنا الملف المطلوب بمختلف وثائقه.

*في الجلسة التقييمية كيف وجدتم الوضعية المالية للمهرجان

**من حسن الحظ، وجدنا فائض مالي بحوالي 42 ألف دينار وفي باب حرصنا على الشفافية سيتم لاحقا نشر كل القوائم المالية لسنوات 2021/2022/2023. أمّا بالنسبة للقاء الإعلامي كان ذلك بطلب من نادي الصحافة وتطرقنا خلاله لوضعية المهرجان بصفة عامة.

*إلى جانب الاخلالات للبنية التحتية لفضاء المهرجان، هناك نوعية أخرى من الهنات التي شهدها المهرجان خلال العقد السابق، منها تواجد الأمن لاستقبال المواطنين على مستوى الأبواب أو على مستوى قاعة الندوة الصحفية. وثانيا، هل فكرتم في تخصيص مكان للإعلاميين لتسهيل مهمتهم، خاصة و أن هذا المكان المخصص للإعلاميين هو بالاسم فقط.. إضافة، هل تنوون ارجاع الشخص المصاحب للإعلامي على بطاقة الدخول؟

**الأمن هو المؤتمن على حماية الأشخاص والفضاء عموما. ولكن في السابق، كان الأمن مجبرا على التدخل لعدم وجود لجنة تنظيم. ولزيادة التنظيم سيتم الاعتماد خلال هذه الدورة الجديدة على أبواب الكترونية وذلك تفاديا لكل المشاكل. وبالتالي سيتم أيضا احداث لجنة تنظيم، ستعمل بالتنسيق مع الأمن على أساس تكامل للأدوار بينهما. وللعلم سيتم استعمال تذاكر الكترونية. وكلّ هذه الوسائل التنظيمية الحديثة، كلّفت المهرجان مصاريف إضافية بحوالي 40 ألف دينار. أما بخصوص الباب الخلفي قبالة قصر المؤتمرات، فسيتم تحويل الصفوف على الجانب الأيسر للباب على أساس 3 صفوف عند الدخول والخروج وذلك عبر بوابات وتجهيزات الكترونية أيضا. وبذلك نكون قد قضينا على كل ازدحام وتعطيل لحركة المرور.

أما بطاقة دخول الإعلاميين، هي في الحقيقة بطاقة للعمل لا للمرافق الذي سيأتي للفرجة ورغم ذلك سندرس هذا الجانب وقد يتعير الوضع فيه. أما الندوات الصحفية، فبعض الإعلاميين يبحثون عن الصور أكثر من الحوارات. وعليه سنعمل تنظيم هذه الناحية والعلاقة بالإعلام عموما… مع الملاحظة أننا مستقبلا سنخصص مكانا جيدا لإعلامين. وفي نفس الإطار قمنا وللأول مرة بشراكة مع دار الصباح و سيتم امضاء العقد قريبا بيننا، طبعا إضافة إلى القنوات الإعلامية الأخرى بالجهة بمختلف أشكالها ومحاملها..

المحور الثالث : التكريمات

*لماذا لا تفكر إدارة المهرجان في تكريم الإعلاميين وكل من خدم المهرجان من القدامى؟

**إدارة المهرجان ارتأت أن تتم عملية التكريم بعد الدورة أو قبل الدورة، و لكنني ضد التكريم في الافتتاح.. وعليه سنبرمج للعديد من التكريمات والاحتفاء بمن خدم المهرجان.سواء من الإعلاميين أو غيرهم.

* دورة جديدة على الأبواب هل من فكرة على البرمجة.. وهل هناك مسحة فلسطينية خلال هذه الدورة باعتبار ما تمرّ به القضية الفلسطينية. وهل هناك عروض مسرحية دولية؟

** الهدف من المهرجان هو الارتقاء بالذوق العام.. و الفلسفة العامة للبرمجة هي الاستجابة لكل الأذواق.. فهناك مسرح و لكن سنبتعد عن التهريج، و سنرجع إلى أن يكون الافتتاح بإنتاج محلي و العروض الدولية أصبحت مكلفة، فضلا عن العديد من التراخيص.. في ظل انتهاء العمل بالعروض الدولية في إطار الشراكة .. وحاولنا جلب عرض هام و لكن لم يتسن لنا ذلك.. وذلك تفاعلا مع القضية الفلسطينية، حيث حاولنا جلب الفنانة الدكتورة دلال أبو آمنة من رام الله بفلسطين، و لكنها لم تفلح هي في الحصول على ترخيص لمغادرة فلسطين المحتلة .. و لكن خلال الندوة الصحفية – التي ستلتئم خلال الأسبوع الأول من شهر جويلية – هناك مفاجئات  كثيرة التي سيتم  الإعلان عنها  خاصة من حيث  القضية الفلسطينية أو من ناحية البرمجة  أو شعار المهرجان ..أو عملية الصيانة لفضاء المهرجان..

*هل من نبذة عن البرمجة؟

**أؤكد على أن كل البرمجة هي حاضرة. من ألفها إلى يائها. ولكن لا يمكنني أن أبوح بمحتواها؟ و بصفة عامة هناك عرض من دولة عربية و 2 عروض للأطفال و 4 عروض فنية .. و عروض أخرى متنوعة بما في ذلك المزرد .. و عروض مسرحية مختلفة ..

*ما جديد هذه الدورة مقارنة مع الدورات السابقة؟

** لا جديد في المطلق و لكن الدورة القادمة ستكون مختلفة و ستعرف نقلة نوعية على أكثر من مستوى.. و لكني اعتبر هذه الدورة عادية و الأولوية فيها للإصلاحات والصيانة..

*هل هناك سؤال تنظرونه ولم يتم إلقاءه عليكم؟

**أنا هنا لأجيب على كل الأسئلة.. لا لإطرح أسئلة ..

*بماذا نختم هذا اللقاء

** اجمالا ستكون الدورة عدد 41 دورة عادية ولم تخرج عن المألوف ولكن الدورات القادمة ستعرف نقلة نوعية. وأيضا سنحاول أن نكون في مستوى تطلعات الإعلاميين لنفيهم حقّهم     وتضحياتهم…

مقالات ذات صلة