إسدال الستار على مهرجان باجة الدولي في دورته الرابعة والأربعين

أُسدل الستار على مهرجان باجة الدولي في دورته الرابعة والأربعين، بعد أن عاش جمهور المهرجان في باجة ليالي احتفالية مليئة بالأحداث الثقافية والفنية التي أثثها فنانون من تونس وخارجها. هذه الدورة كانت مميزة بفضل إطلاق الملتقى الدولي الأول لفنون الشعوب، والذي ساهمت في تأثيث سهراته العديد من الفرق الفنية العربية، مما أضاف طابعاً خاصاً للمهرجان هذا الصيف.

انطلقت الفعاليات بحفل افتتاح رائع أحيته فرقة أشبال فلسطين، تلاه حفل لفرقة بابا مرزوق التراثية من الجزائر. واستمرت الأمسيات المميزة مع فرقة أكيتو العراقية، وفرقة موسيقية من سلطنة عمان، وصولاً إلى ختام الفعاليات مع فرقة تاجورا الليبية التي أبهرت الجمهور بعذب الموشحات والأغاني الطربية الليبية، وأدت أبرز أغاني الفنان الراحل محمد حسن. ورغم إلغاء مشاركة فرق من المغرب ومصر وموريتانيا ولبنان بسبب ترتيبات إدارية، إلا أن الحضور الثقافي كان قوياً وملحوظاً.

اعتبر المتابعون للشأن الثقافي أن مهرجان باجة تميز بهذا التوجه الجديد، حيث يسعى لتأسيس بعد عربي ودولي في الدورات المقبلة، مما يعزز التبادل الثقافي والتقارب بين الشعوب. إدارة المهرجان أشارت إلى أن الدورة المقبلة من المتوقع أن تشهد عروضاً فنية من بلدان عربية أخرى مثل مصر والأردن ولبنان والإمارات والمغرب وموريتانيا والكويت والسعودية والبحرين، إلى جانب عروض من بلدان صديقة. كما سيتم تنظيم كرنفال ضخم يجوب شوارع مدينة باجة، ما يكرس التقرب بين الشعوب.

في إطار العروض التجارية للسهرات الفنية، قدمت الفنانة التونسية ألفة بن رمضان حفل الاختتام، وأبهرت الحضور بصوتها الرخيم وأغانيها الخاصة والأغاني الطربية التي تميزت بها، مما جعل الجمهور يتفاعل معها بشكل كبير. كما شهد المهرجان حفلاً للفنان التونسي مرتضى الذي قدم أجمل أغانيه ورقص على أنغامها جمهور التعشيقة. وسجل المهرجان رقماً قياسياً في عدد الحاضرين، حيث أغلقت شبابيك التذاكر مبكراً.

بدأ المهرجان جولته الروحانية الأولى بعرض مميز للزيارة لصاحبها سامي اللجمي، حيث تفاعل جمهور باجة مع الأغاني الصوفية والابتهالات بقيادة البيانيست المميز فارس الكعلي. كما شهد المهرجان عروضاً مسرحية مميزة، منها عرض المايسترو للفنان بسام الحمراوي الذي حظي بتفاعل كبير من جمهور باجة.

ومن بين السهرات الفنية، قدم الفنان الشاب سامارا عرضاً استثنائياً في مسرح الهواء الطلق بباجة، حيث غصت المدرجات بالجمهور وانتظرت أعداد كبيرة خارج الفضاء. هذا الأمر يمثل فرصة متجددة لإدارة مهرجان باجة وأهاليها بالمطالبة بإنجاز مسرح هواء طلق يسع أكثر من عشرة آلاف متابع ومتفرج.

بهذا، يكون مهرجان باجة الدولي قد اختتم دورته الرابعة والأربعين بنجاح كبير، مؤسساً لبعد ثقافي جديد ومميز يعزز من مكانته على الساحة الثقافية العربية والدولية.

بقلم: أميرة الجبالي

مقالات ذات صلة